أرسل إبراهيم فهمى يقول، أنا عمرى 55 سنة أعمل مديرا للحسابات بإحدى الشركات ومنذ عدة أشهر أصبت بحالة غريبة وهى أن أحد أصابع يدى اليمنى إذا ثنيته فإنه يتعلق بمعنى أنه يظل فى حالة الثنى ومع تكرار محاولة فرده فإنه ينطلق مرة واحدة ويفرد بشكل طبيعى، فى الحقيقة هذا الوضع يقلقنى بشكل كبير برغم انه لا يؤلمنى كثيرا إلا عند الثنى والفرد، فان ذلك يرعبنى من مجرد التفكير فى أى عمل يدوى، وذهبت إلى أحد الأطباء فقال لى إن هذه الحالة ربما من ارتفاع السكر، ولكنى تأكدت بعد التحليل أننى لا أعانى من ذلك، وقد نصحنى البعض بعمل جلسات علاج طبيعى، فهل هذا مناسب؟
يجيب الدكتور أسامة حفنى استشارى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة قائلا:
الحالة التى ذكرها القارئ هى حالة مرضية شهيرة جدا وتسمىtrigger finger بمعنى الإصبع الزناد، وهو مسمى وصفى لشكل الإصبع فى الحالة التى ينطلق فيها مفرودا بعد أن يظل منثنيا، ولكى نفهم هذه الحالة فانه يجب علينا أن نفهم طبيعية عمل أوتار العضلات فى اليد، فإن هذه المنطقة الهامة من الجسم تمر فيها العديد من أوتار العضلات لتحرك كل إصبع بل كل عقلة فى كل إصبع ويجب أن تكون هذه الحركة متناغمة ومرنه ليكتمل التوافق بين عدد كبير من المفاصل والعضلات لأداء حركة نظنها بسيطة كمسك قلم مثلا، ولتقوم العضلات الموجودة فى الساعد، بهذا فإنها تستخدم مجموعة من الأوتار، والوتر هو خيط من الأنسجة الليفية والأنسجة الضامة يمتد من النسيج العضلى وحتى مكان محدد من العظام، وليقوم الوتر بوظيفته بسهولة فإن كل وتر يتحرك داخل غشاء مبطن بأنسجة تفرز مادة زلالية لتزييت الوتر وتسهيل حركته، وأيضا ليقوم الوتر بوظيفته المعقدة فى تحريك الأصابع فانه يتحرك على أجزاء من العظام ليستخدمها كبكرات لتتم الحركة المطلوبة بأقل جهد ممكن،
إذا فهمنا هذه المقدمة يمكن لنا أن نتفهم ما يحدث فى حالة الإصبع الزناد، فلسبب غير معلوم (غالبا من الاستخدام الجائر لليد كما فى حالات العمال اليدويين) أو لأسباب مرضية (كالسكر أو أنواع من الروماتيزم) يحدث تغير فى الوتر فى مكان معين وربما يتورم قليلا وإذا تصادف أن هذا التغير قريب من مكان البكرة التى ذكرناها سابقا يحدث هذا التعليق، وعلاج هذه الحالة يختلف باختلاف شدتها ويمكن أن يكون بسيطا بتناول بعض مضادات الالتهاب الخفيفة كالايبوبروفين، مع تثبيت الإصبع المصاب لفترة محدودة، ويفيد العلاج الطبيعى فى معظم هذه الحالات، باستخدام الموجات الصوتية والليزر وبعض أنواع من المعالجة اليدوية، وفى الحالات التى يستعصى عليها العلاج التحفظى فإنه يلجأ إلى العلاج الجراحى، حيث يتم فتح غلاف الوتر وهى عملية بسيطة من العمليات الصغرى، ولكن يلزم إجراء جلسات للعلاج الطبيعى بعدها حتى نستعيد المدى الحركى للمفصل.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع
